-A +A
رندا الشيخ
لم أعتد في مقالاتي الكتابة عن أشخاص أو تسميتهم، ولا أعلم إن كان هناك سبب محدد لذلك! أو ربما هناك سبب لم أعرفه بعد. فأحيانا لا ندرك الدوافع التي تقف خلف بعض ما نقوم به من أفعال، وأحيانا أخرى لا نجتهد في البحث عن الدوافع، خوفا من مواجهة حقائق قد نتفاجأ بها! مع ذلك، من الجميل أن نتساءل عن الأسباب لنقترب من أنفسنا ونفهمها أكثر قبل أن نجتهد في فهم الآخرين، وهذا ما أحاول فعله!
لذا سأخبرك اليوم أيها القارئ العزيز، بسر من تلك الأسرار التي اكتشفتها في نفسي التي لا أزعم أني أفهمها بشكلٍ كامل رغم محاولاتي، وهي طريقة فعالة ستفيدك كثيرا حين تشعر بخفوت في همتك! تلك الطريقة تعيد إلى روحك التوازن الذي اختل بفعل هبوب رياح التشاؤم والقنوط، أو بفعل ما تطلقه ألسنة بعض البشر من رصاصات تخترق درع حمايتك! كل ما عليك فعله هو أن تتفكر! هذا ما أقوم به ولا شيء غير ذلك. لا تستعجل سأخبرك!

في حياتنا قلوب لا تعرف القنوط، فهو لم يكتب في قاموسها، ولم تعتنقه أرواحها، ولا يصدقه عقلها، فهي لا تعترف إلا بالأمل وتطعمه بالعمل الذي يزدان بالإنتاج. تستحق منا تلك القلوب أن نتفكر فيها، فهي تتناثر من حولنا وتمارس حياتها بهدوء وثقة نفتقدها نحن الذين ظننا بأننا الأكثر حظا منهم. وسأختار لكم من قائمتي الخاصة قلبين، الأول لزميلة وصديقة تدعى شذى، لا تتوانى عن نثر عناقيد الفرح حين التقيها، وتؤنبني إن غابت عني ابتسامتي أو تكدرت، فهي تراني أنموذجا جميلا تحتذي به، وهي لا تعلم بأنها وبإصرارها الكبير مصدر قوة لي حين تحاول لحظات الضعف اغتيال عزيمتي! ومع أنها لا تستطيع التنقل دون مساعدتها الخاصة بسبب مشكلة في قدميها، إلا أن روحها تأبى إلا أن ترسم لوحة إرادة كاملة الملامح. أما الثاني فهو لزميل يدعى أحمد التقيته في منتدى الإعلام العربي في دبي. كان يرتدي نظارة سوداء لم تحجب عنه رؤية أحلامه في أن يصبح شاعرا ومعدا ومقدما للبرامج في إذاعة الشارقة، ولم يؤثر ضوء عينيه المنطفئ على جذوة حماسه أومرحه وظرفه أو حتى حبه للناس وتفاعله معهم شخصيا أو على مواقع التواصل الاجتماعي. لا يعلم أحمد وهو يبدي إعجابه بحروفي التي ينشرها لكل أصدقائه من ذوي الاحتياجات الخاصة ويناقشني في أفكاري كلما سنحت الفرصة، بأني تعلمت منه سياسة النفس الطويل وسحر التفوق على الذات وأكثر! تلك هي بعض القلوب التي أتأملها وكنت محظوظة بوجودها في حياتي، ماذا عنك؟